فيلم '45 يوماً' يصورعجز الطبقة المتوسطة المصرية

الفيلم يستند الى قصة واقعية حدثت في مصر

فيلم '45 يوماً' يصورعجز الطبقة المتوسطة المصرية

فيلم احمد يسري الجديد يقدم لغة سينمائية ومضموناً درامياً جيداً ويكشف عن الانهيار القيمي في مصر.
ميدل ايست اونلاين
القاهرة ـ من خليل أبو خديجة
قدم فيلم "45 يوما" لاحمد يسري الذي بدأ عرضه مطلع حزيران/يونيو الجاري في دور العرض المصرية لغة سينمائية ومضموناً درامياً جيداً نسبياً حيث رسم صورة لعجز الطبقة المتوسطة المصرية وتخبطها وانهيار قيمها.

وقدم الفيلم هذا العجز والتخبط من خلال أسرة مكونة من أربعة أفراد هم الاب (عزت ابو عوف) والام (غادة عبد الرازق) والابن (احمد الفيشاوي) والابنة (مريان).
ويتضح العنف الشديد في العلاقة التي تربط الاب بالابن وتعجز الام عن الدفاع عن ابنها في الوقت الذي تعاني فيه أيضا علاقة زوجية مضطربة لتبقى العلاقة الوحيدة التي يتفق الثلاثة عليها حبهم للابنة.

وقال كاتب السيناريو والناقد السينمائي رفيق الصبان ان إيقاع سيناريو الفيلم "يعكس أزمة الطبقة المتوسطة في مصر وعجزها واتجاهها للعنف لعدم إدراكها لدورها بحيث تدمر نفسها من خلال العلاقة غير السوية بين الابن والاب والام".

وتتضح مظاهر عنف الاب الذي يعمل طياراً تجاه الابن منذ مراحل الطفولة الاولى حيث يجلده بعنف شديد لاي تصرف لا يرضيه.
ويتطور الامر في مرحلة المراهقة عندما يرفض الاب أن يدرس ابنه الطيران ويفرض عليه دراسة أخرى.

ويؤدي هذا الموقف بما يحمله من تعارض مع قيم الطبقة المتوسطة من ديمقراطية وليبرالية إلى تفاقم الصراع بين الاب والابن وصولا لمغادرة الاخير المنزل بعد أن أنهى دراسته في الجامعة الاميركية ليعيش مع رفاقه في احدى القرى السياحية حيث يلتقي هناك بفتاة من نفس الطبقة تعاني أيضا حيرة في اختيار مستقبلها.

وتتصاعد الاحداث ليصل إلى طريق مسدود ينذر بإغلاق دائرة الامل أمام الطبقة المتوسطة عندما يقتل الوالد الام نتيجة شكه في سلوكها ثم ينتحر بعد ذلك.
ويتبين انه عاش بالشك معها منذ اللحظة التي ولد فيها ابنه بعد سبعة شهور فقط من الزواج.

ويشاهد الابن والده وهو يرتكب الجريمة الثنائية فيأخذ المسدس ويطلق النار على الحصان الذي يحبه لتنطبع بصماته على المسدس مما يؤدي إلى اعتقاله بتهمة ارتكاب الجريمة.
يمتنع الابن عن الدفاع عن نفسه فيتم تحويله إلى طبيب نفسي (هشام سليم) لمدة 45 يوماً للتحقق من سلامة قواه العقلية.

وينتهي الامر بإعدام الابن دون أن يشوه صورة أمه أمام شقيقته وهي الانسانة الوحيدة التي أحبها.

وترفض الناقدة السينمائية علا الشافعي قائلة "لا اعتقد أن كاتب السيناريو محمد حفظي كان في ذهنه أصلا معالجة قضايا الطبقة المتوسطة ولا يمكن تاويل أحداث الفيلم بأكثر منذ ذلك حيث استند و(أحمد يسري) صاحب القصة ومخرج الفيلم على حادثة حقيقية وقعت بحي مصر الجديدة عندما قتل ابن أمه وأباه".

ورأت علا أن "المخرج احمد يسري اثبت أن لديه إيقاعاً واستطاع أن يمسك خطوط العمل في تجربته الاولى وقدم مع مدير التصوير جلال زكي صورة شديدة الثراء".

واتفقت الناقدة ماجدة خير الله مع هذه الرؤية لكنها اعترضت على "بعض الهنات في السيناريو مثل عدم منطقية الشخصية العدوانية للاب وعدم وجود المبرر الدرامي لهذا العنف الذي يتعرض له الابن والام".

وتتساءل علا الشافعي "إذا كان الشك يلاحق العلاقة منذ البداية لماذا لم يستمر الشك مع البنت التي هي اصغر سناً؟ وما مبرر استمرار العلاقة بين الاب والام طوال هذه الفترة؟ فالغيرة المبنية على الولادة المبكرة للابن لا تبرر ما تراكم من عنف وما تبع ذلك من تطورات درامية".

العفو
مشكرور على المرور